شعور غريب ينتابني و أنا اخط آخر الكلمات و أنا في سن "بضع و عشرين" سنة ( لا داعي لقول السن بالضبط، أصبح الأمر يقض مضجعي)، لا اعرف لماذا هذه السنة أحسست انني محتاجة للوقوف على سنوات أمضيتها، أهلكتني و أهلكتها و لازلت على وجه البسيطة أصارع ما تبقى منها ، لا أعرف لماذا هذه السنة لم أتقبل نهايتها، و لم أتقبل أن تسقط ورقة أخرى من شجيرة حياتي رغم انها كانت سنة حصاد ثمار مجموعة من المجهودات، كما كانت سنة إخفاقات علمتني من خلالها الحياة دروس سأتذكرها طويلا.
في هذه السنة و الضبط في التاسع من ابريل الماضي توجت سبعة عشر سنة من الدراسة و التحصيل بتسلمي لماجستير في إدارة المال و التسيير، افتقدت فيه عائلتي كثيرا و كنت أتمنى لو كان أبوي معي لأسلمهما الشهادة لأنهما الأجدر بها.
أمال يمينا و أنا يسارا يوم التاسع من أبريل 2011 عكس ما هو مسجل على الصورة :)
في أوبرا فيشي استعدادا لتسلم الشواهد
تسلمنا و خرجنا نحتفل
أمال، فاطمة الزهراء، منصور و انا (من اليمن إلى اليسار)
ثم في المساء خرجنا في عشاء عائلي مع رفقاء الدراسة نفس اليوم 9 أبريل 2011
من اليمين إلى اليسار : أنا، عزيز، ابتسام، اخو ابتسام، امال ثم زايد
في هذه السنة فارقت العديد من أصدقاء الدراسة، أخذت كما اخذوا ما جئنا لفرنسا من أجله و عادوا لبلدانهم التي تمتد بين أقصى شرق الأرض إلى أقصى غربها.
هذه السنة عملت كمحللة مالية في أكبر شركة تحليل مالي في السوق الفرنسية، حققت فيها نجاحات مهمة لم يكن رئيسي يتوقعها و قدمت استقالتي بعد أربعة أشهر لأسباب سأقولها لأول مرة.
كنت كل مرة أفكر في الدخول لمكتب رئيسي أحس بهم كبير رغم أنه كان يعاملني باحترام كبير جدا، كنت كل مرة أفكر في الدخول أغرس عيني في الأرض و لا أرفعها إلى للنظر في شاشة حاسوبه لان مكتبه مليء بصور بورنوغرافية نسائية... منطر مقزز فعلا. انتابتني سعادة كبرى و أنا أتلقى خبر الانضمام لخلية عمل تترأسها امرأة لكن سعادتي لم تدم كثيرا لان رئيستي الجديدة كانت تملأ المكان عليها بصور رجال عراة و ديكورات على شكل أعضاء تناسلية.
بعد شهر فهمت أن كل ما قيل لي عن هذا المجال لم يكن بفداحة ما رأيت، كانت نكتهم كلها جنسية، كلامهم غالبا ما يؤول جملة عادية إلى معنى جنسي و هكذا ... و هذا راجع لفشلهم في تكوين حياة خاصة ناجحة.
بعد شهر فهمت أن كل ما قيل لي عن هذا المجال لم يكن بفداحة ما رأيت، كانت نكتهم كلها جنسية، كلامهم غالبا ما يؤول جملة عادية إلى معنى جنسي و هكذا ... و هذا راجع لفشلهم في تكوين حياة خاصة ناجحة.
قضيت أربعة أشهر و أنا صامتة لا أتكلم إلا مع زميلة مكتبي، فرنسية غير مسلمة لكنها لا تشرب الخمر و لا تأكل الخنزير و الأهم أنها لا تستسيغ نظام حياة باقي الزملاء. هذه الفرنسية في سن الخمسين و لازالت تجمعني بها علاقة صداقة قوية.
أسبوعان كانا كافيين لينتبه رئيسي لحقيقة أنني مختلفة جدا عنهم و يتمم إعجابه بتقبله لحقيقة أنني قررت أن أحتفظ بحياتي الخاصة بعيدا عن سهراتهم و خرجاتهم و عن ما يفعلون، و أن العمل بالنسبة لي عمل و عمل فقط.
بعد هذه الاستقالة فشلت في ايجاد عمل يرقى لطموحاتي الكبيرة و لأنني امراة تريد أن تبقى طالبة بدأت أحضر لإمتحان السي أف أي الأمريكي و هو احد أصعب شهادات التحليل المالي على الإطلاق، يتطلب مستوى عالي جدا في الرياضيات و مستوى أعلى في الاقتصاد و تقنيات دراسة التقلبات الأسواق المالية المعقدة.
هذه السنة كانت كذاك سنة اللا استقرار و اللا حظ و اللا توفق ... الشكوى لله هههههه
هذه احسن هدية تلقيتها من الفنانة العالمية المبدعة زينب آيت عدي. (ليست مبدعة لأنها أهدتني إسمي مكتوبا بحروف عربية، لكنها مبدعة بما تناقشه من خلال ريشتها الواقعية)
هذه احسن هدية تلقيتها من الفنانة العالمية المبدعة زينب آيت عدي. (ليست مبدعة لأنها أهدتني إسمي مكتوبا بحروف عربية، لكنها مبدعة بما تناقشه من خلال ريشتها الواقعية)
17 تعليقات:
ومازال لديك المزيد... المغرب يجب أن يستفيد مما تعرفين ...لكن كيف ؟
ربع قرن توج بالنجاح، نتمنى أن يستمر النجاح إن شاء الله :)
دمتي رائعة :)
كما وقفت إزاء تلك الزميلة الخمسينية موقف تقدير واحترام... فكذا ستجدين من يقيم الناس بذات الطريقة وإن كانوا قلة...
قال السمؤال الغساني:
تعيرنا إنّا قليل عديدنا... قلت لها إن الكرام قليل.
لا يقاس الإنسان بسني عمره، أو حجم خبرات حياته أو كثرتها... بل تلك الإنسانية التي تعتمل في قرارة نفسه هي ما يمايزه عن بقية البشر...
دمتي بخير أخت سناء...
تمنياتي لكي بالعمر المديد و بالمزيد من النجاحات والتوفيق في حياتك العملية والشخصية
ربع قرن من الطيبوبة لم يمض بدون جدوى
وباقي الكلام تعرفينه صديقتي الطيبة
لا تزالين في عمر الزهور . . الله يوفقك و الى الامام ؛
لن تندمى على ما فات من عمرك المديد انشاء الله . يكفى إنك أصبحتى مميزة وممكن أن تخدمين بلادك و أسرتك بما حصلتى عليه من المعرفه ..
عظيمة أنتِ يا سناء ..
لما الندم والحصرة يا سناء،
ربع قرن من عمرك لم تمضي هباء وكوني على ثقة بذلك، انتي لم تصنعي من نفسك امرأة متعلمة ولكن أيضا شخصية متميزة وهذا الاهم، اما الإخفاق والفشل فهما ضروران لنتذوق للنجاح طعما
لا خوف على نفس قوية ان عارضتها اخفاقات، فهي من الاكيد قادرة على تجاوزها
كل عام وانت بالف الف خير وراكي شابة ينتظر منك مغربك الكثير
دمت في سلام يا غالية
ان بقيت سناو ربع قرن اخر تحقق تلك النجاحات والابتسامة تغمرها
اكيد سأراك في "هل هناك شيء ما اعلى القمة" ذاك ما اتكلم عنه
شيء من الحزن هنا اريده سعادة
دمت بوت وهابي بورث داي :)
ما غاديش يخيبك الله. فتاة مثلك، لن يتمنى الإنسان لها إلا الخير. أفتخر بأن سناء مغربية من هذا الوطن
هي ذي الحياة .. كر و فر
و مادمت في فرنسا .. بلاد النور و العطور فتوقعي أن تقابلي كل يوم جميع النماذج البشرية - و أنت أخية أدري بالأمر بعد كل تلك السنين هنالك-
هي زخم من التجارب ستجعل منك كل يوم امرأة أقوى فأقوى
كل عام و انت بالف صحة و سلامة
الزمن؟ يمكن أن ننظر إليه يا سناء من منظورين..أولهما أن يكون عموديا وبهذا الشكل يمر سريعا وينفلت بين أيدينا. والثاني أفقي وهو ما تمثله
هذه التدوينة حيث يعيش الانسان كل دقيقة وكل شهر وكل سنة.يعيش وينظر إليها بالعرض لا بالطول..وتبارك الله عليك، هذا زمن عريض بتجاربه وأنشطته.
تحياتي واحترامي
رائعه أنتي
السلام عليكم
الاخت الكريمة لم أكن أعلم أنك سناء البكري فهذه الايرة قرأت لها مقالا صغيرا في موقع مديره من مدينة تيزنيت : http://jadid24.com/index.php?option=com_content&view=article&id=9791:2011-01-04-00-29-27&catid=24:2010-08-25-01-17-35&Itemid=13
بالتوفيق..
tout le plaisir est pour moi de découvrir le parcours de réussite d'une personne pleine d'ambition de volonté et beaucoup d'amour pour son pays cependant question d"age je l'admet pas tu es toute jeune tu as toute la vie devant toi
لا يصل الناس الى حديقة النجاح ، دون ان يمروا بمحطات التعب و الفشل و اليأس ،
و صاحب الارادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات .
إرادتك قوية .. أنا أعرفك يا أختى الكبيرة ( هذا إنشأتي طبعا ) .
أنت لها يا سناء وهي لك .
نموت و نحيى كراما تحياتي
إرسال تعليق